ندوة جمعية النقاد الأردنيين في سياق مئوية الدولة الأردينة
الرواية الأردنية من التأسيس إلى الريادة
أقامت جمعية النقاد الأردنيين بالتعاون مع مكتبة الإرشيف التابعة للمركز العربي للأبحاث ودراسات التنمية يوم السبت 27/3/2021 ندوة نقدية بعنوان "الرواية الإردنية من التأسيس إلى الريادة"، وتأتي الندوة في سياق سلسلة من الندوات تعكف جمعية النقاد على إقامتها بمناسبة مئوية الدولة الأردنية. قدم فيها الدكتور نضال الشمالي قراءة نقدية لسياق نشوء وتطور الرواية الأردنية ضمن آليات التأريخ الأدبي ومعطياته الجامعة والمستندة إلى فكرة التحقيب الزمني المنسجم السمات. وقد أدارت الندوة الدكتورة دعاء سلامة، التي أكّدت على فكرة ضرورة قراءة الرواية قراءة تشخيصية تتجاوز التاريخ العام إلى مفهوم التاريخ الأدبي الذي يتجاوز ما يغفله المؤرخ ويؤكد فعل تداخل الرواية مع مجالات عديدة.
أكد الشمالي في مستهل حديثه على دور التاريخ الأدبي في وضع أطر ناظمة للنقد الأدبي لدراسة المدونة الأدبية بمنظور شامل ، فاتساع مشهد الرواية في الأردن يجعل من جمل معلومة عاجزة عن لملمة شتات الرواية في الأردن، إلا أننا نستطيع أن نقول إنّ الرواية في الأردن تجاوزت فكرة إثبات الذات إلى حالة الإسهام المباشر والنوعي في مسيرة الرواية العربية رغم تأخر الرواية في الأردن زمنيا عن نظيراتها العربية، ويعود الفضل إلى اتصال الروائيين الأردنيين بالرواية العربية اتصالا واعياً.
قسّم الشمالي مسيرة الرواية في الأردن إلى ثلاث مراحل ؛ الإرهاصات والتأسيس والريادة. وتمثل فترة الإرهاصات ما كُتب خلال النصف الأول من القرن العشرين، ويأتي على رأسها بعض المحاولات الحكائية قام بها عقيل ابو الشعر، ومحمد صبحي أبو غنيمة، ومحمد المحيسن، وأديب رمضان، وروكس بن زائد العزيزي، وتيسير ضبيان، وشكري شعشاعة، وعبدالحليم عباس، وحسني فريز، وقد افتقرت هذه المرحلة من الكتابة للشروط الفنية للرواية، وارتهنت المحاولات للتقلبات السياسية التي شهدتها المنطقة، إلا أنه يحسب لها تعريف الذائقة المحلية بهذا الجنس الوافد. وقد كان لتأخر الطباعة في عمّان علاقة بنشر بواكير الأعمال في باريس ودمشق وأماكن متعددة، مركّزة على البعد الأخلاقي الوعظي والمستوى اللغوي المتقدم، لقد كانت الرواية في الأردن في مرحلة الإرهاصات امتدادا لتيار نشأة الرواية العربية المتأثرة بالذائقة الشعبية ورهنا للعناصر التقليدية.
أما مرحلة التأسيس فيمكن تأطيرها بهزيمة حزيران 1967 م ؛ إذ شهدت الرواية في الأردن نقلة فنية رائدة من التسجيل إلى التحليل، ويمكن عدّ رواية تيسير السبول "أنت منذ اليوم" ورواية "الكابوس" لأمين شنّار عنوانا لهذه المرحلة من الواقعية الناضجة. ومن أشهر أعلام هذه المرحلة سالم النحّاس، ومحمد عبدالله القواسمة، ومفيد نحلة، ويوسف الغزو، وعيسى الناعوري، وفؤاد قسوس، وعصام عماري، ومحمد عيد، وفاروق وادي، ومؤيد العتيلي، وسعادة أبوعراق، وغيرهم. لقد كشفت نكسة حزيران لهؤلاء الكتاب خواء خواء المرحلة السابقة وضرورة تقديم الرواية بما يلبي تطلعات ما بعد الهزيمة ويعبّر عن الهموم الاجتماعية والسياسية والثقافية.
أما مرحلة الريادة حسب الشمالي فارتبطت بتيارين؛ واقعي وتجريبي، أسهما في الارتقاء بالرواية في الأردن ارتقاء يجعلها مساهما أساسياً في مشهد الرواية العربية، وهي فترة خصبة من الحراك الروائي الخاص والمثمر. يتزعم التيار الواقعي منها جملة من الكتاب منهم ليلى الأطرش، وسميحة خريس، وجمال ناجي، وزياد قاسم، وطاهر العدوان. أما الاتجاه التجريبي فأبرز أعلاماً آخرين كغالب هلسا ومؤنس الرزاز وهاشم غرايبة وإبراهيم نصر الله وإلياس فركوح، وعالج هذه الاتجاه انهيار المشروع القومي النهضوي، وتراجع مشروع الكفاح الفلسطيني، وقمع الحريات.
أما اليوم فتشهد الرواية في الأردن تعددا في ملامح الرواية وطرح الموضوعات المتجددة فأزمة المثقف العربي تبرز في كتبات عصام الموسى والرواية التاريخية تتميز فيما يقدمه مجدي دعيبس، والتقدم التقني في الكتابة يظهر جليا في كتبات جلال برجس، والرومانسية الجديدة فيما تبدعه اليوم بارعة النقشبندي، فضلا عن الاتجاه النسوي في الكتابة وقضايا المكان والاغتراب والشعرية والكتابة السيرذاتية، والأسماء كثيرة كل يحاول تجسيد وجهة نظره فنيا.
وقد ألمح الشمالي في ختام كلمته إلى تراجع النقد الروائي في الأردن عن مواكبة المنجز الروائي المتتابع، مثمناً دور جيل من النقاد الأكاديميين الذين درسوا الرواية في الأردن ووجّهوا كثيرا من الدراسين إليها، منهم عبدالرحمن ياغي، ونبيل حداد، وإبراهيم السعافين، وشكري الماضي، وإبراهيم خليل، وسمير قطامي، وخليل الشيخ، وسامح الرواشدة، وغيرهم.
أكد الشمالي في مستهل حديثه على دور التاريخ الأدبي في وضع أطر ناظمة للنقد الأدبي لدراسة المدونة الأدبية بمنظور شامل ، فاتساع مشهد الرواية في الأردن يجعل من جمل معلومة عاجزة عن لملمة شتات الرواية في الأردن، إلا أننا نستطيع أن نقول إنّ الرواية في الأردن تجاوزت فكرة إثبات الذات إلى حالة الإسهام المباشر والنوعي في مسيرة الرواية العربية رغم تأخر الرواية في الأردن زمنيا عن نظيراتها العربية، ويعود الفضل إلى اتصال الروائيين الأردنيين بالرواية العربية اتصالا واعياً.
قسّم الشمالي مسيرة الرواية في الأردن إلى ثلاث مراحل ؛ الإرهاصات والتأسيس والريادة. وتمثل فترة الإرهاصات ما كُتب خلال النصف الأول من القرن العشرين، ويأتي على رأسها بعض المحاولات الحكائية قام بها عقيل ابو الشعر، ومحمد صبحي أبو غنيمة، ومحمد المحيسن، وأديب رمضان، وروكس بن زائد العزيزي، وتيسير ضبيان، وشكري شعشاعة، وعبدالحليم عباس، وحسني فريز، وقد افتقرت هذه المرحلة من الكتابة للشروط الفنية للرواية، وارتهنت المحاولات للتقلبات السياسية التي شهدتها المنطقة، إلا أنه يحسب لها تعريف الذائقة المحلية بهذا الجنس الوافد. وقد كان لتأخر الطباعة في عمّان علاقة بنشر بواكير الأعمال في باريس ودمشق وأماكن متعددة، مركّزة على البعد الأخلاقي الوعظي والمستوى اللغوي المتقدم، لقد كانت الرواية في الأردن في مرحلة الإرهاصات امتدادا لتيار نشأة الرواية العربية المتأثرة بالذائقة الشعبية ورهنا للعناصر التقليدية.
أما مرحلة التأسيس فيمكن تأطيرها بهزيمة حزيران 1967 م ؛ إذ شهدت الرواية في الأردن نقلة فنية رائدة من التسجيل إلى التحليل، ويمكن عدّ رواية تيسير السبول "أنت منذ اليوم" ورواية "الكابوس" لأمين شنّار عنوانا لهذه المرحلة من الواقعية الناضجة. ومن أشهر أعلام هذه المرحلة سالم النحّاس، ومحمد عبدالله القواسمة، ومفيد نحلة، ويوسف الغزو، وعيسى الناعوري، وفؤاد قسوس، وعصام عماري، ومحمد عيد، وفاروق وادي، ومؤيد العتيلي، وسعادة أبوعراق، وغيرهم. لقد كشفت نكسة حزيران لهؤلاء الكتاب خواء خواء المرحلة السابقة وضرورة تقديم الرواية بما يلبي تطلعات ما بعد الهزيمة ويعبّر عن الهموم الاجتماعية والسياسية والثقافية.
أما مرحلة الريادة حسب الشمالي فارتبطت بتيارين؛ واقعي وتجريبي، أسهما في الارتقاء بالرواية في الأردن ارتقاء يجعلها مساهما أساسياً في مشهد الرواية العربية، وهي فترة خصبة من الحراك الروائي الخاص والمثمر. يتزعم التيار الواقعي منها جملة من الكتاب منهم ليلى الأطرش، وسميحة خريس، وجمال ناجي، وزياد قاسم، وطاهر العدوان. أما الاتجاه التجريبي فأبرز أعلاماً آخرين كغالب هلسا ومؤنس الرزاز وهاشم غرايبة وإبراهيم نصر الله وإلياس فركوح، وعالج هذه الاتجاه انهيار المشروع القومي النهضوي، وتراجع مشروع الكفاح الفلسطيني، وقمع الحريات.
أما اليوم فتشهد الرواية في الأردن تعددا في ملامح الرواية وطرح الموضوعات المتجددة فأزمة المثقف العربي تبرز في كتبات عصام الموسى والرواية التاريخية تتميز فيما يقدمه مجدي دعيبس، والتقدم التقني في الكتابة يظهر جليا في كتبات جلال برجس، والرومانسية الجديدة فيما تبدعه اليوم بارعة النقشبندي، فضلا عن الاتجاه النسوي في الكتابة وقضايا المكان والاغتراب والشعرية والكتابة السيرذاتية، والأسماء كثيرة كل يحاول تجسيد وجهة نظره فنيا.
وقد ألمح الشمالي في ختام كلمته إلى تراجع النقد الروائي في الأردن عن مواكبة المنجز الروائي المتتابع، مثمناً دور جيل من النقاد الأكاديميين الذين درسوا الرواية في الأردن ووجّهوا كثيرا من الدراسين إليها، منهم عبدالرحمن ياغي، ونبيل حداد، وإبراهيم السعافين، وشكري الماضي، وإبراهيم خليل، وسمير قطامي، وخليل الشيخ، وسامح الرواشدة، وغيرهم.