الندوة الثانية لجمعية النقاد الأردنيين احتفاء بمئوية الدولة

مجلة أفكار في أعوامها الـ 55 بين النقد والإبداع
Image
في سياق مئوية تأسيس الدولة الأردنية عقدت جمعية النقاد الأردنيين ندوتها الثانية بعنوان "مجلة أفكار في أعوامها الـ 55 بين النقد والإبداع" يوم السبت الماضي الموافق للعاشر من إبريل، قدّمها الدكتور زياد أبولبن مدير مركز دراسات القدس في عمّان ورئيس تحرير مجلة أفكار الأسبق، وأدارها الشاعر الدكتور راشد عيسى، وقد عُقدت الندوة في مركز دراسات القدس بعمّان.
استهل الندوة الدكتور راشد عيسى بالتذكير بأن عام 1966 هو العام الذي ظهرت فيه المجلة إلى النور محققة في سنوات قليلة أثراً مكيناً وشاهداً على النهضة، إذ حظيت بأن يديرها عدد من رموز الثقافة والإبداع في الأردن منذ أن كانت تابعة لدائرة الثقافة والفنون، وقد صنعت لنفسها ثباتا في الصدور والهوية، مؤكدا على أن أهميتها تكمن في أنها منتج أساسي للثقافة في الأردن وشريك في الإبداع والنقد.
أما كلمة المحاضر الرئيس في الندوة الدكتور زياد أبو لبن الذي كان مديراً لتحرير مجلة أفكار عندما كان الروائي الراحل مؤنس الرزاز رئيسا لتحريرها ، ثم أصبح رئيسا للتحرير ما عام 2013 ، ومن وحي تجربته المباشرة قال بأنّ مجلة أفكار صنعت أنموذجاً لعلاقة الأدب بالإعلام، فهي حاضنة حاضرة للكتّاب الأردنيين والعرب أيضاً، فسارت "أفكار" منذ نشأتها عرجاء ما بين الصدور والتوقف أو التعثّر والتأخير، ولا أحد ينكر أن الصحافة تتأسس على صدور الصحف والمجلات من جهة ومن جهة أخرى على وسائل الاتصال الجماهيري المرئي والمسموعة، وقد انفرط عِقال التكنولوجيا فأصبحت وسائل الاتصال الجماهيري بالغة التعدّد والتعقيد.
ويعود أبولبن في الذاكرة إلى فكرة تأسيس مجلة أفكار عندما تقدّم الشاعر عبدالرحيم عمر باقتراح إصدار مجلة ثقافية، بعد أن توقفت مجلتا "القلم الجديد" لصاحبها عيسى الناعوري، و"الأفق الجديد" عن الصدور.
وأضاف واجهت مجلة أفكار عقبات مالية منذ صدورها، لكنها تغلّبت عليها سريعاً وصدر العدد الأول في حزيران عام 1966، برئاسة عبدالرحيم عمر، عقبه سليمان الموسى، ومحمود سيف الدين الإيراني، وحسين جمعة، وإبراهيم العجلوني، وحسني فريز،وغيرهم، ولاقت صدىً واسعاً بين الكتّاب والمثقفين، واستقبلت استقبالاً حافلاً في مختلف الأوساط الثقافية والإعلامية، خاصة أنها تمثّل صوتاً إعلامياً جديداً. استمرّت أفكار في الصدور بصورة فصلية حتى آب من عام 1981 إذ صدرت بعد ذلك شهرياً. لكن الحقيقة أن المجلة كثيرة التعثر وعدم الانتظام في الصدور، وفي أحايين كثيرة تتأخر في الصدور بعض الوقت. ويعود سبب ذلك إلى الأوضاع المادية، المرتبطة بالموازنة العامة.
أما عن أبرز العقبات التي واجهت المجلة فقد حصرها أبولبن في تغيير رؤساء تحرير "أفكار" وهيئتها أسهم إلى حدّ كبير في تغيير مسار المجلة فلم تعد قادرة على التواصل مع شريحة المثقفين والكتّاب بالصورة الصحيحة، إلى جانب تعثر توزيع المجلة داخل الأردن، أما خارجه فهي شبه معدومة تماماً. رغم أن مجلة أفكار الآن تعد المجلة الثقافية الأولى في الأردن، ويعود سبب ذلك إلى انتظام صدورها في العقدين الأخيرين، ويعود الفضل –كما سبق ذكره- للاتصال الإلكتروني من خلال موقع الوزارة، وسبب ثالث يعود لتاريخها الطويل الذي يمتدّ من منتصف عام 1966 حتى الآن، وسبب رابع يعود لغياب مجلات ثقافية منتظمة، وما يصدر عن الجامعات الأردنية يعاني تقريباً المشكلات التي مرّت وتمرّ بها مجلة أفكار.
وألمح أبولبن إلى أن مجلة "أفكار" لعبت دوراً بارزاً في الحياة الأدبية في الأردن، من خلال نشر الكتابات الإبداعية والفكرية للكتّاب الأردنيين، مما ساعد في النشر والانتشار، وفتحت أمام الكتّاب آفاقاً كبيرة. كما تُعدّ مجلة أفكار سجلاً توثيقياً للحركة الأدبية والفكرية في الأردن، وتابعت المجلة الأخبار والنشاطات الثقافية والفنية محلياً وعربياً وعالمياً، وأسهمت الترجمة والحوارات في تنشيط الحركة الثقافية والفنية في الأردن.
وأكدّ أبولبن أن هيئات تحرير مجلة أفكار استمرت بالنهوض بها ودفع عجلة الثقافة إلى الأمام، وأولت هذه المجلة اهتماماً كبيراً بالشأن الأدبي، فنشرت قصائد لأعلام الشعر الأردني حيدر محمود وإبراهيم نصرالله ويوسف عبد العزيز ويوسف أبو لوز وعبد الرحيم عمر ونبيلة الخطيب وزليخة أبوريشة وحبيب الزيودي وعبد الله رضوان بسمة النسور وجميلة عمايرة وهند أبو الشعر وحنان بيروتي ومفلح العدوان ومحمود الريماوي والياس فركوح. كما نشرت قصص قصاصين أردنيين وعرب. ونشرت دراسات لكتّاب أردنيين وعرب، أمثال: د. ناصر الدين الأسد ود. إبراهيم خليل ود. يوسف بكار ود. نبيل حداد ود. سامح الرواشدة ود. صلاح جرار ود. عبد القادر الرباعي ود. علي الشرع ود. محمد المجالي ود. علاء زكي ود. عماد الزبن ود. يحيى عبابنة د. رفقة دودين ود. عباس عبد الحليم عباس ود. نضال الشمالي ود. محمد عبيد الله ود. صالح أبو أصبع ود. فهمي جدعان ود. حسن حنفي وسعيد بوعيطة ود. نجم عبد الله كاظم.
واختتم أبولبن كلمته مؤكدا على أنّ العقد الأول من عام 2000 أعاد للمجلة وهجها وتواصلها محلياً وعربياً على الرغم مما تواجهه من عقبات، وأعادة الثقة القائمة بين المجلة والكتّاب والمثقفين. وإن انتشار المجلة وتداولها ورقياً وإلكترونياً أحدث نقلة نوعية في السنتين الآخيرتين. ويعود الفضل لهيئات أفكار تلك الأسماء البارزة في الأدب والفكر.
وقد تفاعل الحضور مع موضوع الندوة، إذ عقّب الدكتور نضال الشمالي بمجموعة من التساؤلات تتمحور حول فاعلية هيئة التحرير في تحديد سياسات المجلة والارتقاء بها، كما اقترح لتجاوز صعوبات التوزيع أن تتولى إحدى دور النشر المحلية فكرة طباعتها وتوزيعها، مع التأكيد على البعد الرقمي للمجلة. واختتم الدكتور راشد عيسى الندوة بضوروة تجاوز العقبات التي تواجه المجلة في عامها الخامس والخمسين ونحن على أعتاب مئوية الدولة الأردنية.